فصل: تفسير الآية رقم (2):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير ابن عبد السلام (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (2):

{بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ (2)}
{عَجِيبٌ} كون الإله واحد، أو كون المنذر منهم، أو إنذارهم بالبعث.

.تفسير الآية رقم (4):

{قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ (4)}
{مَا تَنقُصُ الأَرْضُ} من يموت منهم، أو ما تأكله من لحومهم وتبليه من عظامهم {كِتَابٌ} اللوح المحفوظ {حَفِيظٌ} لأعمالهم، أو لما تأكله الأرض من لحومهم وأبدانهم.

.تفسير الآية رقم (5):

{بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ (5)}
{بِالْحَقِّ} القرآن اتفاقاً {مَّرِيجٍ} مختلط، أو مختلف، أو ملتبس، أو فاسد.

.تفسير الآية رقم (6):

{أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ (6)}
{فُرُوجٍ} شقوق، أو فتوق إلا أن الملك تفتح له أبوابها.

.تفسير الآية رقم (7):

{وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (7)}
{مَدَدْنَاهَا} بسطناها {رَوَاسِىَ} جبالاً ثوابت واحدها راسية {بَهِيجٍ} حسن، أو من أبهجني الأمر أي سرني لأن السرور يحدث حُسْن الوجه قال الشعبي: الناس نبات الأرض من دخل الجنة فهو كريم ومن دخل النار فهو لئيم.

.تفسير الآية رقم (8):

{تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (8)}
{تَبْصِرَةً} دلالة، أو بصيرة للإنسان، أو نعماً بصر الله تعالى بها عباده {مُّنِيبٍ} مخلص، أو تائب، أو راجع متذكر.

.تفسير الآية رقم (9):

{وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (9)}
{مُّبَارَكاً} لإحيائه النبات والحيوان {جَنَّاتٍ} البساتين عند الجمهور، أو الشجر {وَحَبَّ الْحَصِيدِ} البُر والشعير وكل ما يحصد من الحبوب إذا تكامل واستحصد سمي حصيداً.

.تفسير الآية رقم (10):

{وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ (10)}
{بَاسِقَاتٍ} طوالاً (ع)، أو أثقلها حملها {نَّضِيدٌ} منضود أي متراكم (ع)، أو منظوم، أو قائم معتدل.

.تفسير الآية رقم (11):

{رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ (11)}
{رِّزْقاً لِّلْعِبَادِ} ماء المطر ونبات الأرض {كَذَلِكَ الْخُرُوجُ} إذا كانت النشأة الأولى مقدورة من غير أصل فالثانية أولى بذلك لأن لها أصلاً، أو مشاهدة إعادة ما مات من زرع ونبات دالة على أن إعادة الموتى أولى للتكليف والجزاء.

.تفسير الآية رقم (12):

{كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ (12)}
{الرَّسِّ} كل بئر لم تطو أو كل حفر في الأرض من بئر أو قبر وهي البئر التي قتل فيها صاحب ياسين ورسَّوه، أو بئر بأذربيجان (ع)، أو قوم باليمامة على آبارٍ لهم، أو أصحاب الأخدود {وَثَمُودُ} قوم صالح وهم عرب بوادي القرى وما حوله من الثمر وهو الماء القليل.

.تفسير الآية رقم (13):

{وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ (13)}
{وَعَادٌ} أسلم رجل من العماليق كثر ولده وصاروا قبائل بأحقاف اليمن وهم قوم هود {وَفِرْعَوْنُ} كان فارسياً من أهل اصطخر أو كان من أهل مصر وكان من لخم، أو من تبع {وَإِخْوَانُ لُوطٍ} كانوا أربعة آلاف ألف ألف وما من نبي إلا يقوم يوم القيامة معه قوم إلا لوط فإنه يقوم وحده.

.تفسير الآية رقم (14):

{وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ (14)}
{وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ} قوم شعيب أهلكوا بيوم الظلة وأرسل إلى مدين أيضاً فأهلكوا بالصيحة والأيكة: الغيضة ذات الشجر الملتف وكان عامة شجرهم الدوم {تُبَّعٍ} لكثرة أتباعه أسلم وكفر قومه وهو حميري من ملوك العرب.

.تفسير الآية رقم (15):

{أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ (15)}
{أَفَعَيِينَا} ما عجزت عن أهلاك الأولين مع قوتهم أفيشكون في إهلاكي إياهم مع قلتهم وضعفهم، أو ما عجزت عن الإنشاء أفتشكون في قدرتي على الإعادة. واللبس اكتساب الشك والخلق الجديد إعادة خلق بعد خلق أول.

.تفسير الآية رقم (16):

{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16)}
{تُوَسْوِسُ} الوسوسة كثرة حديث النفس بما لا يتحصل في خفاء وإسرار {الْوَرِيدِ} حبل معلق به القلب وهو الوتين، أو عرق في الحلق عرق العنق وهو حبل العاتق وهما وريدان عن يمين وشمال سمي وريداً لأنه ينصب إليه ما يرد من الرأس {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ} من وريده الذي هو منه أو أملك به من حبل وريده مع استيلائه عليه.

.تفسير الآية رقم (17):

{إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17)}
{الْمُتَلَقِّيَانِ} ملكان يتلقيان العمل أحدهما عن يمينك يكتب الحسنات والآخر عن شمالك يكتب السيئات وهم أربعة ملكان بالليل وملكان بالنهار {قَعِيدٌ} قاعد أو رصَد حافظ من القعود.

.تفسير الآية رقم (18):

{مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18)}
{يَلْفِظُ} يتكلم من لفظ الطعام وهو إخراجه من الفم {رَقِيبٌ} متبع للأمور، أو حافظ، أو شاهد {عَتِيدٌ} حاضر لا يغيب، أو حافظ معد للحفظ، أو الشهادة.

.تفسير الآية رقم (19):

{وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19)}
{تَحِيدُ} تفر، أو تعدل.

.تفسير الآية رقم (21):

{وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21)}
{سَآئِقٌ} ملك يسوقه إلى محشره، أو أمر الله يسوقه إلى الحسنات {وَشَهِيدٌ} ملك يشهد بعمله، أو الإنسان يشهد على نفسه بعمله، أو يداه ورجلاه تشهد عليه، أو العمل يشهد عليه بنفسه، وهي عامة في المسلمين والكافرين عند الجمهور، أو خاصة بالكفار.

.تفسير الآية رقم (22):

{لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22)}
{كُنتَ} أيها النبي {غَفْلَةٍ} عن الرسالة فكشفنا عنك غطاءك بالوحي قاله ابن زيد، أو كنت أيها الكافر في غفلة من عواقب كفرك {غِطَآءَكَ} كان في بطن أمه فولد، أو في القبر فنشر (ع)، أو وقت العرض في القيامة {فَبَصَرُكَ} بصيرتك سريعة، أو صحيحة لسرعة مور الحديد وصحة قطعه، أو أبصر عينك حديد شديد، أو بصير (ع)، ومدرَكه معاينة الآخرة، أو لسان الميزان، أو ما يصير إليه من ثواب وعقاب (ع)، أو ما أمر من طاعة وحذر من معصية وهو معنى قول ابن زيد، أو العمل الذي كان يعمله في الدنيا.

.تفسير الآية رقم (23):

{وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23)}
{قَرِينُهُ} الملك الشهيد عليه، أو الذي قيض له من الشياطين، أو الإنس قاله ابن زيد {مَا لَدَىَّ عَتِيدٌ} هذا الذي وكلت به قد أحضرته، أو هذا الذي كان يحبني وأحبه قد حضر قاله ابن زيد.

.تفسير الآية رقم (24):

{أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24)}
{أَلْقِيَا} يؤمر بإلقاء كل كافر ملكان، أو ملك ويؤمر بلفظ الاثنين قال:
فإن تزجراني يا ابن عفان أنزجر ** وإن تَدَعَاني أحمِ عِرضاً ممنعاً

أو بمعنى تثنية القول ألق ألق. {عَنِيدٍ} معاند للحق، أو منحرف عن الطاعة، أو جاحد متمرد، أو مشاق، أو المعجب بما عنده المقيم على العمل به.

.تفسير الآية رقم (25):

{مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (25)}
{لِّلْخَيْرِ} المال أن ينفقه في الطاعة، أو الزكاة المفروضة، أو عام في الخير من قول وعمل {مُّرِيبٍ} شاك في الله تعالى، أو في البعث، أو متهم نزلت في الوليد بن المغيرة استشاره بنو أخيه في الإسلام فمنعهم.

.تفسير الآية رقم (28):

{قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ (28)}
{لا تَخْتَصِمُواْ} اختصامهم اعتذار كل واحد منهم فيما قدم من معاصيه (ع)، أو تخاصم كل واحد مع قرينه الذي أغواه في الكفر وأما خصامهم في مظالم الدنيا فلا يضاع لأنه يوم التناصف {بِالْوَعِيدِ} بالرسول صلى الله عليه وسلم (ع)، أو القرآن، أو الأمر والنهي.

.تفسير الآية رقم (29):

{مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (29)}
{مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ} فيما أَوجبه من أمر ونهي، أو فيما وعد به من ثواب وعقاب أو في أن الحسنة بعشر والصلوات الخمس بخمسين صلاة {بِظَلامٍ} بمعذب من لم يجترم (ع).

.تفسير الآية رقم (30):

{يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (30)}
{نَقُولُ} بلسان حالها.
امتلأ الحوض وقال قطني ** ........................

أو يقول زبانيتها {هَلْ مِن مَّزِيدٍ} هل يزاد إلى من ألقي فيَّ غيرهم كالاستخبار عمن بقي، أو امتلأت بمن ألقي فهل أتسع لغيرهم، أو هل يزاد في سعتي لإلقاء غير من ألقي فيَّ.

.تفسير الآية رقم (32):

{هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32)}
{أَوَّابٍ} ذاكر ذنبه في الخلاء، أو إذا ذكر ذنباً تاب واستغفر، أو الذي لا يقوم من مجلس حتى يستغفر {حَفِيظٍ} لوصية الله تعالى، أو مطيع فيما أُمِر، أو حافظ لحق الله تعالى بالاعتراف ولنعمه بالشكر.

.تفسير الآية رقم (33):

{مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (33)}
{بِالْغَيْبِ} يدع الذنب سراً كما يدعه جهراً، أو يتوب سراً كما أذنب سراً، أو أطاع الله تعالى بالأدلة ولم يره {مُّنِيبٍ} تائب، أو مقبل على الله تعالى أو مخلص.

.تفسير الآية رقم (35):

{لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35)}
{مَزِيدٌ} مضاعفة الحسنة بعشر أمثالها، أو التزوج بالحور العين ويوم الجمعة يسمى في الآخرة يوم المزيد إما لزيادة ثواب العمل فيه أو لأن الله تعالى يقضي فيه بين خلقه يوم القيامة.

.تفسير الآية رقم (36):

{وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ (36)}
{فَنَقَّبُواْ} أثَّروا، أو ملكوا، أو ساروا، أو طَوَّفوا، أو اتخذوا فيها طرقاً ومسالك {مَّحِيصٍ} منجى من الموت، أو مهرب، أو مانع.

.تفسير الآية رقم (37):

{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (37)}
{قَلْبٌ} عقل لأن القلب محله، أو نفس حية مميزة عبر عنها بالقلب لأنه وظنها ومعدن حياتها {أَلْقَى السَّمْعَ} فيما غاب عنه بالأخبار {وَهُوَ شَهِيدٌ} فيما عاينه بالحضور، أو سمع ما نزل من الكتب وهو شهيد بصحته، أو سمع ما أُنذر به من ثواب وعقاب وهو شهيد على نفسه بما عمل من خير أو شر خاصة بأهل القرآن، أو باليهود والنصارى، أو عامة في جميع أهل الكتب.

.تفسير الآية رقم (38):

{وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (38)}
{لُّغُوبٍ} نصب وتعب زعم يهود المدينة أن الله تعالى خلق السموات والأرض في ستة أيام أولها يوم الأحد وآخرها الجمعة واستراح يوم السبت ولذلك جعلوه يوم راحة فنزلت تكذيباً لهم.